يعتبر مركز الملك عبد العزيز للثقافة العالمية – الذي يُعرف أيضاً بمركز إثراء – قلب السعودية النابض بكل ما يتعلق بالإبداع والتبادل الثقافي. انطلق المركز في عام 2018 كمبادرة طموحة من شركة أرامكو لتمكين المبدعين من خلال ورش العمل والعروض والفعاليات التي ترتكز على دعم الثقافة، والمجتمع، والإبداع، والفن، والتعلم. ويهدف المركز إلى تحويل السعودية إلى منارة ثقافية.
وكإشارة إلى مصدر الثروة التي جعلت كل هذا ممكنًا، أنشأت المملكة مركز إثراء في الموقع التاريخي لـ”بئر الخير” – أول بئر نفط تجاري في المملكة – في الدمام، في المنطقة الشرقية.
ويتألف مقر مركز إثراء من ثلاثة مباني ضخمة وأنيقة على شكل صخور وتحيط ببرج يبلغ ارتفاعه 110 أمتار (361 قدمًا)، بالإضافة إلى مبنى آخر صغير على شكل صخرة رابعة معلقة بين البرج وإحدى المباني الثلاثة. والمقر بأكمله من تصميم مكتب الهندسة المعمارية النرويجي – سنوهيتا – الذي حصل على جائزة التميز في البناء الخرساني من معهد الخرسانة الأمريكي في عام 2019. يشغل المبنى مساحة 100,000 متر مربع (1,076,391 قدم مربع)، ويحيط به مناظر طبيعية بمساحة 350,000 متر مربع (3,767,368 قدم مربع).
يضم المركز متحفًا بخمس قاعات مخصصة على التوالي للفن المعاصر في الشرق الأوسط، والثقافة السعودية، والفن الإسلامي، والتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية، ومعرض أرشيف. كما يوجد متحف للأطفال، الأول من نوعه في السعودية؛ ومسرح يتسع لـ900 مقعد، حيث تُقام الأعمال الفنية المحلية والدولية؛ ومكتبة متطورة مثيرة للإعجاب تحتوي على أكثر من 315,000 كتاب، ودار عرض سينمائي، حيث يُقام مهرجان الفيلم السعودي كل عام، ويتم عرض أفلام إثراء الأصلية والإنتاجات الممولة من إثراء (حالياً 22 فيلمًا) بانتظام. كما تستضيف السينما فعاليات جمعية إثراء السينمائية التي تتطلع إلى المستقبل، حيث يلتقي صانعو الأفلام ويتواصلون بشأن مشاريعهم السينمائية.
تم إنشاء أكاديمية إثراء كجزء من مشروع تطوير المواهب التابع لمركز الملك عبد العزيز للثقافة العالمية، بهدف بناء القدرات والمواهب في ستة مسارات أساسية في مجال الإبداع والثقافة في السعودية، والتي تستحق المنافسة في السوق العالمي: وهي الأدب (من السرد القصصي إلى إنشاء المحتوى)، والفن والتصميم (من الخط العربي إلى تصميم الشخصيات للكتب المصورة)، والعلوم والتكنولوجيا، والقيادة الإبداعية (من إطلاق الأعمال إلى إدارة الفعاليات)، والأفلام والفنون الأدائية (من الكتابة إلى تطوير الشخصيات والتعليق الصوتي)، والموسيقى.
وتُصنف دورات أكاديمية إثراء إلى ثلاث مستويات متزايدة الصعوبة: المستوى الأول “اكتشف” يقدم دورات للمبتدئين تستمر من يوم إلى خمسة أيام، والمستوى الثاني “توسٓع” يأخذ المشاركين إلى المرحلة التالية في مسيرتهم المهنية من خلال دورات أطول تستمر من ثلاثة إلى ثمانية أيام، والمستوى الثالث “تعمٓق” يتكون من جلسات متقدمة تستمر من 12 إلى 20 يومًا حيث يستفيد المشاركون من وجود خبراء بارزين في مجالاتهم. تُعقد معظم الدورات شخصيًا في مركز إثراء في الدمام، لكن يطبق المركز نهجاً مختلطاً في بعض الدورات المتقدمة يشمل أيضًا جلسات افتراضية (عبر الإنترنت) مع الخبراء.