تلعب الممثلة وفنانة الأداء الحائزة على جائزة الأوسكار تيلدا سوينتون، دور سيدة تعيش في مخبأ تحت الأرض مصمم على طراز “قصر فرساي”، في فيلمها الغنائي الجديد “ذا إيند – The End” أو (النهاية).
وكان الفيلم، الذي أخرجه جوشوا أوبنهايمر، المعروف بأعماله الوثائقية، هو واحد من العديد من المشاريع التي كانت سوينتون تعمل عليها العام الماضي.
قالت سوينتون: “جوشوا أوبنهايمر شخص مثير للاهتمام للغاية. وهذا الفيلم، الذي يمر حاليًا بمرحلة ما بعد الإنتاج، هو أول عمل غير وثائقي له”. وأشارت إلى أن الفيلم سيصدر العام المقبل، وتدور قصته حول نهاية العالم. وقالت: “يدور الفيلم حول عائلة أحد أغنى الرجال على هذا الكوكب، والذي تسببت أعماله التجارية في كارثة بيئية. ويصور الفيلم حالة الدمار المناخي على يد ذلك الرجل الذي يعمل في مجال التنقيب عن النفط”. واختتمت حديثها عن الفيلم قائلة: “إنه فيلم غنائي. الجميع يغني وأنا اغني ضمن أحداث الفيلم. كانت تجربة جميلة، لكن لا أستطيع أن أقول المزيد من المعلومات عنه”.
على جانب آخر، كتبت سوينتون مؤخرًا مقالًا سينمائيًا (قصصيًا) حول موضوع “التعلم”. ولا تزال تتعاون أيضًا مع شركة تصميم أزياء في مشروع “يمتد إلى ما هو أبعد من الملابس”. وبالرغم من مواهبها المتعددة، لا تتباهى سوينتون بمساهماتها الفنية، سواء كان إخراجاً أو تمثيلاً أو غير ذلك.
وفي معرض حديثها عن المقال، قالت سوينتون: “اسمي مكتوب عليه كمخرجة، لكنني كنت جزء من المجموعة، في مركز ديريك جارمان لاب. لقد خرج الفيلم من جامعة بيركبيك”. وأضافت: “يعرض المقال سلسلة من الأسئلة والتأملات حول التعلم، وما هو أبعد من التعلم. يتناول المقال في الواقع قدرتنا على التعلم”.
وكشفت الفنانة الحائزة على جائزة الأوسكار إنها شاركت في مشاريع تعاونية أخرى. وقالت: “لقد صنعنا بعض الأفلام سويًا من قبل، بما في ذلك فيلم “ذا سيزونز إن كوينسي – The Seasons in Quincy” عن قصة حياة الكاتب والناقد جون بيرجر، والذي كان نوعًا مختلفًا من الأفلام، لكننا نحب هذا الشكل”. وأشارت سوينتون إلى إنها تأمل أن يخرج الفيلم للنور العام المقبل.
وحتى مع فوزها بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “مايكل كلايتون”، ومسيرتها الناجحة إلى حد غير عادي كممثلة، لا تزال النجمة الاسكتلندية تحتفظ بشخصية خجولة وتصف نفسها ببساطة بأنها “ممثلة”.
قالت سوينتون: “أحد الأسباب التي تجعلني أشعر دائمًا بالغربة قليلاً عندما أسمع ما أسميهم “الممثلين الحقيقيين” يتحدثون عن أعمالهم، هو أن لديهم فهمًا قويًا لأدوارهم داخل المجموعة، أما أنا فلا أدرك ذلك حقًا. أشعر أن مهمتي هي التواصل مع الآخرين”.
وشاركت سوينتون، وهي زائرة منتظمة لمهرجان مراكش السينمائي الدولي ورئيسة لجنة التحكيم السابقة، في جلسة حوارية ضمن أنشطة المهرجان هذا الأسبوع، وتحدثت فيها عن مسيرتها المهنية التي تزيد عن 30 عامًا.
وقالت عن فيلمها المرتقب “ذا إيترنال دوتار – The Eternal Daughter” أو (الابنة الأبدية): “بعد أكثر من ثلاثين عامًا من العمل في السينما، كان شعورًا استثنائيًا وقويًا للغاية، أن أصنع فيلمًا الآن يعطيني إحساسًا قريبًا جدًا جدًا من الأفلام الأولى التي صنعتها”. وأخرجت هذا الفيلم جوانا هوج، أول مخرجة عملت مع سوينتون وصديقتها وعضو لجنة تحكيم مهرجان مراكش الحالي. ومن المقرر أن يتم عرض هذا الفيلم في الولايات المتحدة في أوائل ديسمبر.
وفي حديثها عن الفيلم، قالت سوينتون: “يعطيني هذا الفيلم إحساسًا قريبًا جدًا من الأفلام الأولى التي صنعتها. وبالنسبة لي، هذا أمر جيد. لقد بدأت مسيرتي بشكل قوي جدًا، وأشعر بالرضا تجاه إعادة هذه الحالة”.
وتحدثت سوينتون عن “جميع الروابط والعلاقات القوية” التي أقامتها في مراكش وباريس. وأكدت “ولعها الخاص” بمهرجان مراكش. وقالت: “تشرفت بعضوية لجنة التحكيم قبل بضع سنوات، والأفلام التي شاهدتها وقتها كانت مصدر إلهام بالنسبة لي. ونطاق الأفلام التي يعرضها مهرجان مراكش لا تستطيع مهرجانات أخرى تقديمها”. وأشادت سوينتون بجمهور المهرجان قائلة: “إنهم متحمسون للغاية ومثقفون سينمائيًا ويبحثون عن كل ما هو جديد. وبالنسبة لنا نحن صانعي الأفلام، فإن حضورنا هنا وإجراء حوارات في مهرجان كهذا هو أمر ملهم. في مهرجان مراكش، يشعر الضيوف بالحماس، ويشاهدون الأفلام، ويغادرون بأفكار جديدة”.
وتتضمن مشاريع سوينتون الأخرى عملها مع شركة “شانيل” كسفيرة للعلامة التجارية. وغالبًا ما تظهر أمام الكاميرات وهي ترتدي ملابس شانيل الجميلة التي تساعدها على الشعور بالأمان، على حد قولها.
وقالت سوينتون إنها “في الواقع شخص خجول للغاية”، وبالرغم من أنها “تتجول في المنزل بملابس رثّة”، لكنها عندما تخرج في الأماكن العامة تحتاج إلى أصدقائها إلى جانبها، “لذا فإن ارتداء الملابس التي يصنعها أصدقائي هو وسيلة للتواجد معهم. الأمر أشبه بتهيئة بيئة آمنة صغيرة لنفسي”، معبرة عن مدى شعورها بأنها محظوظة لوجود علاقات وثيقة لها مع المصممين الذين تشعر أنهم يقدمونها بشكل جيد. وقالت: “حيدر على وجه الخصوص هو شخص قريب جدًا مني، ونقرر معًا بتفاهم كبير لون وشكل الملابس التي تلائم المناسبة”. وأشارت سوينتون إلى إنها لا تستطيع بالضرورة ارتداء أي من ملابسها التي ترتديها لمناسبة معينة في أي مكان آخر. وأوضحت: “كل قطعة ملابس تلائم لحظة معينة، أو فيلم بعينه، أو مهرجان محدد. كل قطعة هي نتاج عمل وأنا أستمتع حقًا بالمشاركة في ذلك الجهد”.
يمتد عمل سوينتون مع شانيل إلى ما هو أبعد من الأزياء. وأكدت أنها لا تفعل ذلك من أجل التأثير الإعلامي. وقالت: “اتعاون مع شانيل بسبب الشعور الذي استمده منهم. إنهم جزء من عملي، وشكل آخر من أشكال التعاون”.
واستطردت سوينتون: “عملي مع شانيل له دور خاص في حياتي”، مضيفة أنها تتشرف بأن تكون سفيرة شانيل للفنون والثقافة. وتابعت: “إن دعم شانيل للفنون والثقافة، وخاصة في السنوات القليلة الماضية، يفوق كل المقاييس. وأسعدني الحظ بالمشاركة في إطلاق جائزتين من شانيل العام الماضي”. وتحدثت سوينتون عن “جائزة معهد الفيلم البريطاني وشانيل للمخرجين -BFI & Chanel Filmmaker Award” قائلة إنها “ليست مخصصة للفيلم فحسب، بل لآراء ورؤية صانع الفيلم”. أما الجائزة الأخرى، والتي تسمى “جائزة شانيل نيكست – Chanel Next Prize”، فهي مخصصة للفنانين في جميع التخصصات من جميع أنحاء العالم. وأوضحت سوينتون: “نختار عشرة فائزين، ويحصل كل منهم على 100 ألف يورو. وتخصص شانيل حوالي مليون يورو سنويًا لهذه الجائزة. إنهم جادون جدًا في هذا الأمر. وأنا معجبة جدًا بذلك، وسعيدة جدًا بأن أكون جزءًا من المنظومة”. وأضافت: “هذا أكثر بكثير من مجرد ارتداء فستان. لكن ارتداء الفستان هو جزء من الأمر، لكنه في الحقيقة أكثر من ذلك بكثير وأنا أحب تلك العلاقة”.
وتحدثت سوينتون عن مشاريع أخرى أقل بريقًا. في مقابلة نُشرت خلال جائحة 2020، في وقت كان لا يستطيع فيه المرء صناعة الأفلام، قالت: “كان لي شرف أن أشارك في رعاية الناس في نهاية حياتهم، وشعرت أنه يمكنني أن أشارك في هذا العمل بكل طاقتي، لأنني أعرف قيمة الرفقة الطيبة في نهاية العمر”.