مركز السينما العربية يحتفل بعشر سنوات من ترسيخ مفهوم الصناعة

VERDICT: ويطمح علاء كركوتي الشريك المؤسس لمركز السينما العربية أن يستمر المركز في تسليط الضوء على السينما والقصص العربية في الساحة الدولية.

قبل عقد من الزمان، وفي غياب مبادرات حكومية قوية أو حركات فنية عربية شاملة لتعزيز صناعة الأفلام باللغة العربية في السوق الدولية، بدأ مركز السينما العربية (ACC) مهمته في رفع مستوى صناعة السينما العربية وتعزيز مكانة الرواة العرب على الصعيد العالمي. تم تأسيس المركز في عام 2015 من قبل وكالة “ماد سولوشن – “MAD Solutions للدعاية والاعلان ومقرها القاهرة، ويعمل المركز كمنظمة غير ربحية مكرسة لدعم السينما العربية مع تعزيز العلاقات بين المحترفين في مجال السينما على مستوى العالم. لقد عمل المركز على ترسيخ مفهوم الصناعة في مجال السينما، وترويج الأفلام والمواهب العربية في السوق الدولية، وكذلك العمل كدليل ووسيط في الصناعة بشكل عام.

هذا العام، يحتفل المركز بمرور 10 سنوات على تأسيسه. استهل الاحتفالات بشكل مثير في مهرجان روتردام السينمائي حيث دعم ثلاثة منتجين في مختبر روتردام ونظم خمسة أيام من جلسات النقاش وطاولات مستديرة وفعاليات تواصل. وقدمت هذه الفعاليات فرصة ذهبية للمشاركين لصقل مهاراتهم في التعاون الإنتاجي وتوسيع شبكاتهم الدولية.

على هامش نشاطاتهم في السوق السينمائي الأوروبي، قال علاء كركوتي، المؤسس المشارك للمركز، لـ”التقدير” في برلين، “نحن فخورون بعملنا خلال العشر سنوات الماضية، لأننا أردنا أن تكون السينما العربية متواجدة في جميع أنحاء العالم وأن نربط الصناعة العربية معاً، وكذلك مع الصناعات الدولية”.

ويطمح كركوتي أن يستمر المركز في تسليط الضوء على السينما والقصص العربية في الساحة الدولية.

قال كركوتي، “خلال هذه السنوات العشر، استضافنا العديد من المبادرات في الأسواق الرئيسية حول العالم وفي المهرجانات السينمائية الدولية، وأقمنا شراكات مثيرة مع العديد من اللاعبين الرئيسيين في الصناعة، وأجرينا عشرات الجلسات والحوارات حول السينما العربية”.

وخلال مهرجان برلين السينمائي الدولي”البرليناله”، نظم المركز جلستين نقاشيتين؛ الأولى تناولت إيرادات شباك التذاكر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينما تناولت الثانية مدى تطور صناعة الأفلام السعودية منذ بدايتها قبل 12 عاماً. بالإضافة إلى ذلك، كرّم المركز مهند البكري، المدير الإداري للمفوضية الملكية الأردنية للأفلام، بجائزة شخصية العام في السينما العربية. ويخطط المركز لتقديم المزيد من جلسات النقاش والفعاليات التواصلية في مهرجان كان.

في المرحلة المقبلة، يهدف كركوتي إلى توسيع جائزة النقاد العرب ودعوة المزيد من النقاد السينمائيين لإبراز أعمالهم. في السبع سنوات الماضية، منح المركز الفرصة للنقاد العرب والدوليين للتصويت على جائزة النقاد العرب في عشر فئات، بما في ذلك الأفلام القصيرة. وتضم لجنة التحكيم حالياً تجمعاً مدهشاً من 209 نقاد من جميع أنحاء العالم.

مبادرة أخرى يعمل المركز على توسيعها، هي جائزة النقاد للأفلام الأوروبية، بالشراكة مع شبكة “ترويج الفيلم الأوروبي”. وقال كركوتي، “نريد أن نطلق جوائز مماثلة للأفلام الآسيوية، والأفريقية، والأمريكية اللاتينية”.

في العقود الأخيرة، لم يكن مفهوم الصناعة قوياً في السينما العربية، حيث كانت الأفلام إما مدعومة من قبل الحكومة، أو من قبل مستثمرين كبار ليس لهم علاقة بصناعة الأفلام، أو من خلال مبادرات جماعات فنية مثل مجموعة السينما السودانية أو حركة الواقعية الجديدة في مصر خلال الثمانينيات. لذا تكمن قوة مركز السينما العربية في استمرارية جهوده لدعم الأفلام العربية، التي تستمر في التطور رغم تقلبات مؤسسات التمويل ودعم الحكومات للصناعة.

على سبيل المثال، بعد إغلاق مهرجان أبوظبي السينمائي في عام 2015، كان الكثيرون متشائمين بشأن فقدان السينما العربية لمصدر تمويل رئيسي. ولكن السنوات التالية شهدت ظهور مبادرات أخرى، بل وأقوى، مثل مؤسسة الدوحة للأفلام، وسيني جونة، والهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وصندوق البحر الأحمر للأفلام وغيرها، جميعها تعاونت مع مركز السينما العربية بفضل تفانيه في دعم الأفلام العربية دولياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *